التفكير الناقد : كن ناقداً إستثنائيًّا

 

التفكير الناقد هو مهارة تساعدك في أحكامِكَ الحياتيّة من خلال التّفكير المنفتح، المنطقيّ والمترابط، فعندما تصبحُ مفكِّرًا نقديًّا جيّدًا، ستصبح إنسانا مستقلًّا، يعرف كيف يديرُ نفسَهُ. تعلم كيفيّة تحسينِ مهاراتِكَ في التّفكيرِ النّقدي بحيث تصبح ناقداً مفكّراً عادلاً ومتقدّماً. 

التفكير الناقد

 

كن مفكرًا نقديًّا إستثنائيًّا يستطيع أن يعالج تقريبًا كلّ شيء. هذه المجموعة مدعومة بعددٍ من المراجع وتسمح باشتراك عددٍ من المنتسبين إليها. 

باستطاعة كل فردٍ أن يطوّرَ مهاراته في التفكير الناقد بغيةَ اتّخاذِ القراراتِ الدّقيقة في حياته اليوميّة، إن كان ذلك في المدرسة أو في الجامعة أو في مؤسّسة أو حتّى في بيته. وبكونك مفكّرًا نقديًّا جيدًا، سوف تصبح شخصًا أكثر استقلاليّةً وأكثر إدارةً لنفسك وحياتك.

سبعة أسباب نشرح فيها أهميّة التفكير الناقد

النّقد مهارة تساعدك في أحكامك الحياتيّة من خلال التّفكير المنفتح والمنطقيّ والمترابط، ويحوّلك النّقد الجيّد إلى شخصٍ مستقلٍّ مبتدئ في إدارته لنفسه. 

يستطيع كلّ إنسانٍ أن يطوّرَ مهاراته في النّقد ليصل بذلك إلى اتّخاذ قراراتٍ صائبةٍ في حياته اليوميّة، إن كان في مدرسته أو في جامعته أو في  مؤسّسته أو بكلّ بساطة في بيته. 

نورد لكم الآن سبعة أسباب، يساعدك التّفكير النّقدي في اكتسابها: 

  1. التفكير الناقد يساعد في الإستقلاليّة الشّخصيّة : يساعد اكتسابُ المهارة في التّفكير النّقدي في أن تكونَ أكثرَ استقلاليّة وغيرَ معتمدٍ على الآخرين. ويكون ذلك بالأخذ بين جميع عناصر القوّة في شخصيّتك من جهة، وعناصر الضّعف من جهة أخرى. ممّا يساعدك في تلافي الأخطاء وفي الإرتقاء بمهاراتك إلى أفضل المستويات. 
  2. التفكير الناقد يطوّر التّقييم الذّاتي : يعكس التّفكير المنطقيّ والمبرّرات المنطقيّة القيم والقرارات بطريقةٍ جيّدة. يعتبر التّفكير النّقدي من أهم أصولِ الشّخصية القويّة. 
  3. التفكير الناقد يعزّز في مهارات التعّبير والآدآء : تستطيع من خلال تفكيرك النّقدي أن تشرح أفكارك ومعطياتك بطريقةٍ منظّمةٍ ومنطقيّة وبالتّالي أكثر إقناعاً. 
  4. التفكير الناقد يشجّع الخلق والإبداع : بتفكيرك خارج الإطار المألوف، تصل إلى أفكار جديدة وإلى حلول خلاقة، تسمح لك باكتشاف خيارات بديلة وبناءة. فبعكس التّفكير المنغلق، يحرّر النّقد تفكيرك ويحفزّك لفهم كافّة الأوضاع من حولك.
  5. التفكير الناقد يشجّع في اتّخاذ القرارات الصّائبة : بكونك ناقدًا نظاميًّا ومفكّرًا منطقيًّا، تستطيع أن تجد الحلول المناسبة والذّكيّة لمشاكلك، كما تستطيع إظهارها بالطّرقٍ المثاليّة. 
  6. التفكير الناقد يشجّع الإكتشافات العلميّة ووضع النّظريّات : يتضمّن العلم  نظريّة الخلق، ولكن لتأكيدها وتكريسها، نحتاج لدراستها ولدرس تجاربها وأسبابها، وبذلك، يعتبر التّفكير النّقدي أهمّ الأسس الّتي يقوم عليها العلم. 
  7. التفكير الناقد يساعد في معاصرةِ اقتصادِ القرنٍ الواحد والعشرين : كما نعلم، فإنَّ اقتصادنا مبنيٌّ على المعلومات والتّكنولوجيا، وهما بتغير مضطرد وسريع، وبالتالي فإنَّ الإنتظام في تحليل المعلومات وفي حلّ المشاكل، يساعد على تأقلمنا مع هذه الّسرعة، لنبقى على اطّلاعٍ دائمٍ على كلِّ ما هو جديد. 

إذاً، كما قد تمَّ شرحه، فإنّه من الحيويّة أن ننمّي مهارات النّقد المليء بالعقل والمنطق، بحيث يبقى التّفكيرُ النّظاميّ والتّحليلي من الأصول الأساسيّة والثّمينة في كلّ مهنة. 

ثلاثة أنواع من المفكرين

يمكن أن يُدَرَّس التّفكير النّقدي في عمر صغير، وكلّما كان ذلك مبكراً، كان أسهل وأسرع في أن تملك أفكارك، وذلك يساعدك في أن تكون قائداً ممتازاً في المستقبل. 

مع التّقدّم في العمر، نستطيع تصنيف الشّباب ضمنَ واحدٍ من أنواعِ المفكّرين التّالية: 

  1. المفكّرون السّاذجون : وهم الّذين يصدّقون كلّ ما يسمعون. لا يحبّون طرح الأسئلة، ويتماشون في كلّ ما يطلبه منهم أصدقاؤهم، ويعتمدون في التّفكير على كلّ من هم حولهم. 
  2. المفكّرون الأنانيّون : وهم أذكى لكنّهم لا يهتمّون للآخرين. يفكّرون كثيراً، ولكن في السّيطرة على الآخرين فقط للحصولِ على ما يريدون، بغضِّ النَّظر عن أيّ شخصٍ يتألَّم من حولهم. من الأفضل أن يعاد توجيه ذكائهم نحو العادات الجيّدة لا السيّئة. 
  3. المفكّرون المعتدلون : وهم الّذين لا يصدّقون كلّ ما يسمعون، هم أذكياء ومبدعون. يحبّون أن يتعلّموا، يطرحونَ الأسئلةَ الكثيرة ويهتمّون للآخرين. بإمكان الكثير منهم أن يكونوا عظماء، ونقاد حكماء سيصنعون التّغيير في العالم. 

إنه دورنا في المجتمع لمساعدة الجميع ليكونوا مفكّرين معتدلين، والقيام بذلك هو الخطوة الأولى باتّجاه النّجاح في خلق أشخاص ٍ بارعين في اتّخاذ القرارات وأيضاً في حلّ المشاكل. 

 مراحل لتطوير التفكير الناقد 

إنَّ التّدريب على التّفكير النّقدي في المراحل الأولى من العمر يسهّل ويعزّز ويرفع طريقتك في التّفكير. علماً أنّه يستدعي عدّة مراحل مهمّة ننصحك باتّباعها. فالتدرج في الخطوات الواردة أدناه أمرٌ مهمّ. 

إذاً، ها هي المراحل الست لتطوير التّفكيرالنّقدي: 

  1. المعرفة الكافية وذلك للتّركيز على الموضوع المطروح للنّقاش، وذلك بالتعلّم أكثر وبتثقيف النّفس على ما يدور من حولك، كلُّ ذلك يعطيك صورةً أفضل لما أنت بحاجة إليه. 
  2. فهمك الجيّد لما وصلت إليه في المرحلة الأولى، بربطه بما تعلّمته سابقاً، وبالبحث عن المعطيات تحديداً في هذه المرحلة. ويساعدك بناء معلوماتك على فهم القضيّة الّتي بين يديك. 
  3. تطبيق ما تعلّمته وفهمته على مشروع حقيقيّ، وتصوّرالمعلومات التّي بين يديك من خلال تطبيقها في حياتك العاديّة. 
  4. تحليل المعطيات الّتي  جمعتها من خلال تحويلها إلى مراحل صغيرة على أساس فهم تفاصيلها بوضوح. معالجة وربط المعطيات الّتي تمَّ جمعها بالبحث في أوجه متشابهة أو مختلفة. في هذه المرحلة، المعطيات يمكن أن تكون على شكلِ رسوماتٍ بيانيّةٍ. 
  5. جمع وتوليف المعطيات الّتي بين أيدينا بدمجها وربطها منطقيًّا في القضيّة المطروحة، وبذلك نحدّد أكثر المعطيات الّتي تمّ تحليلها. 
  6. معالجة وتقييم المعطيات بعد أن تمَّ تحليلها وتوليفها أمرٌ مهمٌ لوضع النّتائج السّليمة. وتستدعي هذه المرحلة إيجادَ حلولٍ وأخذ قراراتٍ بناءة. بعض الأحيان إنَّ تركك لعواطفك في الإنجرافِ مع القضيّة المطروحة قد يعيدُ التّقييمَ إلى مراحلهِ السّابقة. ويجب أن يكون التّقييم المرحلة الأخيرة في التّفكير النّقدي. 

لذا إنّنا ننصحك بأن تـتَّـبع المراحل المدرجة سابقاً عند اتّخاذك أيّ قرار في عملك. عندما تصبح أكثر تجربةً في التّفكير النّقدي سيجعلك ذلك أكثر تقديراً في تطوير أسلوبك ونمط تفكيرك وتقوية مقدراتك. 

خمس صفات للمعايير الرّاقية في التفكير الناقد

نشرح في حياتنا اليوم ما نراه بمبرّرات منطقيّة. في مشاريع الأعمال، يتمُّ حلّ المشكلة حين نعلم ما هي أسبابها، من خلال جمع معلومات كافية لإثباتها. ولإتقانِ هذه الطريقة بالتّفكير، نحتاج إلى الوقت والجهد، وعلينا التّحلي ببعض الصّفات لكي نصبح مفكّرين ممتازين. 

ندرج لكم خمس صفات للمفكّر النّقدي الإستثنائي: 

  1. يعتمد المفكّرون الممتازون على التّفكير المعتدل، ويتقبّلون رؤى الآخرين ولديهم ما يكفي من المهارات من أجل القدرة على الفهم الكافي في فحص وتشخيص المشكل من جميع جهاته. 
  2. الإبتعاد عن شخصنة الأحكام هي صفة من صفات المفكّرين ذوي المعايير الرّاقية، معتمدين بذلك على الوقائع أكثر منها على الآراء والمشاعر، يأخذ هؤلاء المفكّرون قرارات صحيحة وبناءة. 
  3. عدم تصديق المفكّرين النّاقدين أنَّ كلَّ ما لديهم صحيح، وباضطراد، يتأكّدون من مصداقيّة مصادرهم، ويكونون بذلك أقل وقوعاً في الخطأ. 
  4. كونهم واعين لأنفسهم وعقلانيين، يستوفون نوعين من مواصفات المفكّر النّاجح الّذي يعرف مكامن قوّته وضعفه، ويحاول أن يقارب بينهما بحكمة، مصدّقاً العقل والمنطق. باستطاعة المفكّر النّقدي  حلّ المشاكل بطريقةٍ صحيّةٍ وفعّالة. 
  5. إيمان المفكّرين الممتازين أنَّ الكفاءة العالية هي المفتاح للعمل الواعد، ويؤمنون أنّه من الأفضل أن يكونوا أذكى على العمل دون أن يكونوا مرهقين. مثلاً، إكتشاف طرق مختصرة حين يكون عامل الوقت هو الأهمّ في أيّ مشروع. 

ننصح باتّباع المواصفات المذكورة أعلاه في الوصول إلى تقدير النّفس، وإلى أن نكون من المميّزين، ومن المفكّرين النّاقدين الموهوبين، الّذين يحلمون ويتمنّون كلّ عمل أن يحظى بهم. 

خمسة أخطاء شائعة قد يرتكبها تفكيرنا 

يتحكّم العقل الإنساني بكلّ ما هو في حياتنا. نستطيع تمرين تفكيرنا على الأخذ بالقرارات الصّائبة بالفصل ما بين الوقائع وما بين آرائنا الشّخصيّة ومشاعرنا، كما ونستطيع تمرينه على الطّريقة الّتي توصلنا لأن نكون أكثر عقلانيّة وأكثر بعدًاعن الأنانيّة. علماً أنّ ما نقوم به من أخطاء، سيساعدناعلى عدم تكرارها. ولكن، حتى لو ظننا أنّنا نتحّكم بكلّ شيء، فإنّ تفكيرنا قد يقوم بخداعنا أحيانًا وبطريقةٍ غير متعمّدة. 

ندرج لكم خمسة أخطاء قد نرتكبها عند التّفكير 

  1. إنّ تفكيرنا، وبطريقة لا شعوريّة، يبحثُ عن المعلومات الّتي تؤكّد ما نعرفه مسبقًا. ويفضّلُ عقلنا أن يبقينا في “المنطقة المريحة”، حيث لا تساؤلات في معتقداتنا. عوضًا عن البحث في أوجه الإختلاف، يجعلنا نشعر بالأمان وبالبقاء على ما نحن عليه. 
  2. يشعرنا تفكيرنا بالخسارة أكثر منه بالرّبح. القلق المضطرد حيال أيّ نوع من الثّمن الّذي دفعناه كي لا نسير قُدمًا، الثّمن لا يعني بالضّرورة المال، قد يكون الوقت والجهد اللّذان أضعناهما واللّذان لن نستطيع استدراكهما أبداً. 
  3. يسمح لنا عقلنا بإجراء تنبؤات خاطئة أحياناً، وبطريقةٍ لا شعوريّة تطغى وتتحكّم بنا العواطف. وبذلك قد نقع في القرارات الخاطئة فقط لأّنّنا نتمنّى أن يبقى الحال على ما هو عليه.
  4. بعد اتّخاذنا للقرار وبعد إدراكنا أنَّ خيارَنا أبعدُ ما يكون عن الصّواب، يقومُ تفكيرنا بخداعنا بأنَّ ما قُمْنا به هو الأفضل لكي نحافظ على شعورنا بالرّاحة.  
  5. عوضاً عن اتّخاذ القرار الصّائب المبني على الوقائع، غالباً ما يدفعنا تفكيرنا إلى تضليلنا بالإعتقاد بشيء أفضل وذلك لمجرّد مقارنته بأمرٍ آخر، وليس من الضّرورة أن يكون خيارًا صائبًا ولكنّه بالطّبع الخيار الذي يبدو أكثر جاذبية. 

كلّ الأخطاء الّتي ذكرت سابقًا، قد نستطيع تلافيها حين ندرّب عقلنا على التّفكير النّاقد، ويضعنا ذلك في مكانٍ أبعد من أن نقترف فيه الأخطاء وبالتّالي نتلافى الوقوع فيها. 

ستة طرق لتطوير التفكير الناقد 

تتضمّن الطّرق السّت الّتي نقترحها لتساعد الآخرين على أن يصبحوا مفكّرين ناقدين بارعين ما يلي: 

  1. حاولْ أن تشرح بعمق ووضوح حين تعرض أيّ فكرة. ثابرْ على طرحِ الأسئلة ليفهم الآخرون كلّ ما يجري. وبرفع مستواك في المعرفة، تنتهي بأن تصبحَ مفكّرًا بارعاً. 
  2. كُنْ دقيقاً في تفكيرك حين تبحثُ عن الوقائع لتستطيعَ أن تقرّر ما هو حقيقي. 
  3. الوصول إلى تقييمك للأمور باستخدام العقل والمنطق. وهو ما يسمح لك بدمج الأشياء بطريقة مناسبة وإلى وضع فرضيّاتٍ صحيحة تقرِّبُك من النّتائج المرجوّة. 
  4. أربط المعلومات بالتّجربة لتكون مترابطة حين تعبّر عن أفكارك. 
  5. كنْ عادلاً في إحساسك أنَّ الآخرين قاصدين أن يكونوا مفكّرين بارعين في المستقبل. وقدرتك على الإستماع إلى الآراء المختلفة هي واحدة من العوامل الأساسية للمفكّر النّاجح. وعليه، فعلى الأهل أن يعملوا على رفع  أولادهم الواعدين. 
  6. يجب رعاية وقيادة الأولاد في التّفكير بأنفسهم، ويعود الإعتماد على الأهل في أحكام وقرارات أولادهم لإبراز طاقاتهم الكامنة. 

بناء مفكّرٍ بارعٍ يعني رفعَ طالبٍ سريعٍ التّعلّم، وقادرٍ بشكلٍ ممتاز على حلّ المشاكل، ومفكّرٍ ، مبدعٍ وخلّاق، وفردٍ ناجحٍ في المجتمع.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *